كتب: ع.بارودي
لا أحد من المختصين والأطباء بامكانه فهم التركيبة الكيمائية لحبوب الهلوسة التي تناولتها الشعوب العربية ، فأخرجتها فجأة عن طبيعتها الهادئة واستكانتها الدائمة للحكومات منذ أولى سنوات الإستقلال من هيمنة الاستعمار والانتداب.
خرج نهاية الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون على القراء العرب عبر ثلاث صحفية عربية كبرى تصدر في لندن .باري مارستون كتب عن خطأ بريطانيا والغرب عموما قائلا:" كان من الخطأ دعمنا لأنظمة قمعية وغير ديموقراطية أملا بأن يكون في ذلك خدمة أفضل لمصالحنا" ، مضيفا أن : "حرمان الشعب من حقوقه الأساسية لا يحفظ الاستقرار، بل يؤدي إلى العكس". هذه الرؤية الديبلوماسية للحراك والثورات الحاصلة في العالم العربي، هي في الحقيقة موقف غربي بدأ يتبلور لدى دوائر صناعة القرار في أروبا والولايات المتحدة الأمريكية .المثير في هذه الرؤية الجديدة للغرب عموما وبريطانيا خصوصا أنها اعترفت بخطأ السياسة الغربية في التعامل مع مطالب الشعوب العربية ، حيث أن تحالف الغرب مع الأنظمة العربية المتسلطة لم يحفظ مصالح أروبا وأمريكا والنتيجة يقول باري مارستون: " حالة من جمود الأوضاع وكراهية الغرب، بل إنها غذّت التطرف نفسه الذي كان يفترض بمثل ذاك الدعم أن يتصدى له ويلجمه".
إن الوعي الغربي بمطالب الشعوب العربية خلق حالة من التعاطف مع تلك المطالب ، وهذا ليس بطبيعة الحال من العدم بل أنه اعتراف بغلفة الحكومات الغربية ، ونجاح الأنظمة العربية في استغفال الغرب وتقديم المواطن العربي على أنه مهلوس ، متطرف ، ارهابي، الآن تبين جليا أن الحكومات العربية هي من قدّمت مواطنيها على أنهم ارهابيين متطرفيين إخوانجية لا يؤتمنون على الغرب وحضارته ، وعندما تبلورت حالة الرعب لدى الدوائر الغربية التي كانت تستمد تقاريها ومعلوماتها وتصنع خوفها من أجهزة عربية برعت في صناعة الكذب والزيف ولدت فومبيا العالم العربي والاسلامي فحدث الصدام بين الشرق والغرب... بين الشرق الشعبي والغرب الرسمي..حالة الفهم والوعي بدأت تتبلور أيضا لدى الدول التي عصفت الثورة العربية بديكتاتورياتها ، وفي تونس رأينا استقالة الوزير الأول محمد الغنوشي نزولا عند رغبة الجماهير ، تماما مثلما قدم رئيس الحكومة المصرية استقالته قبل أن يكلف المجلس العسكري واحد من الشخصيات المصرية التي عانت التهميش في ظل نظام مبارك وزهد في السلطة في وقت عزت فيه الاستقالة من المناصب، وخرج رئيس الوزراء المكلف إلى الجماهير التي حملته على الأكتاف لأنه لمست صدق نواياها واخلاص مقاصده ، نعم أين رأيتم رئيس حكومة تحمله الجماهير على الأكتاف بحب وصدق وليس خوفا ونفاقا وتملقا؟؟؟ فهل تناولت جماهير ميدان التحرير حبوب الهلوسة حتى تحمل رئيس حكومتها على الأكتاف؟؟ لقد تحالفت الحكومات الغربية مع أنظمة التسلط ، أنظمة شمولية وديكتاتورية ، أما اليوم فلا صوت يعلو فوق صوت الجماهير التي خرجت اليوم من غالبية المدن والعواصم العربية. لكن لماذا يحدث هذا في العالم العربي لوحده ؟ هل فعلا تناولت الشعوب العربية حبوب الهلوسة؟
لقد خلقت الديكتاتوريات العربية حالة من الغضب بل من الرغبة في الثأر لدى شعوبها ، وكلما حدث الانفصال بين الشعوب والحكام ارتفعت درجة الكره المتبادل ، وهذا ما نلاحظه في نظام العقيد القذافي ، كل الحكام أو غالبيتهم في العالم العربي يتغنون بعظمة شعوبهم ولو من باب المجاملة ، إلا العقيد القذافي الذي يعظّم أناه ويتجاهل الشعب ، الشعب عند القذافي خادم للقائد ، مطيع لملك الملوك، ولا مجال لأن يبجّل السيد عبده، ونتيجة هذه الصورة نرى كيف تحول الصدام بين الشعب الليبي والزعيم السابق إلى حرب ابادة مفتوحة .
المشكلة في الحالة الليبية أن العالم برمته فهم الشعب الليبي ، وأن المحيطين بالقذافي ورموز نظامه فهموا رسالة الشعب الليبي باستثناء العقيد الذي أصيب بهلوسة من الصعب أن يستفيق من تأثيراتها على وضعه الصحي والذهني، وهذا هو حال الثورات العربية المهلوسة بين الشرق والغرب ونهاية أنظمة زنقة زنقة..
لا أحد من المختصين والأطباء بامكانه فهم التركيبة الكيمائية لحبوب الهلوسة التي تناولتها الشعوب العربية ، فأخرجتها فجأة عن طبيعتها الهادئة واستكانتها الدائمة للحكومات منذ أولى سنوات الإستقلال من هيمنة الاستعمار والانتداب.
خرج نهاية الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون على القراء العرب عبر ثلاث صحفية عربية كبرى تصدر في لندن .باري مارستون كتب عن خطأ بريطانيا والغرب عموما قائلا:" كان من الخطأ دعمنا لأنظمة قمعية وغير ديموقراطية أملا بأن يكون في ذلك خدمة أفضل لمصالحنا" ، مضيفا أن : "حرمان الشعب من حقوقه الأساسية لا يحفظ الاستقرار، بل يؤدي إلى العكس". هذه الرؤية الديبلوماسية للحراك والثورات الحاصلة في العالم العربي، هي في الحقيقة موقف غربي بدأ يتبلور لدى دوائر صناعة القرار في أروبا والولايات المتحدة الأمريكية .المثير في هذه الرؤية الجديدة للغرب عموما وبريطانيا خصوصا أنها اعترفت بخطأ السياسة الغربية في التعامل مع مطالب الشعوب العربية ، حيث أن تحالف الغرب مع الأنظمة العربية المتسلطة لم يحفظ مصالح أروبا وأمريكا والنتيجة يقول باري مارستون: " حالة من جمود الأوضاع وكراهية الغرب، بل إنها غذّت التطرف نفسه الذي كان يفترض بمثل ذاك الدعم أن يتصدى له ويلجمه".
إن الوعي الغربي بمطالب الشعوب العربية خلق حالة من التعاطف مع تلك المطالب ، وهذا ليس بطبيعة الحال من العدم بل أنه اعتراف بغلفة الحكومات الغربية ، ونجاح الأنظمة العربية في استغفال الغرب وتقديم المواطن العربي على أنه مهلوس ، متطرف ، ارهابي، الآن تبين جليا أن الحكومات العربية هي من قدّمت مواطنيها على أنهم ارهابيين متطرفيين إخوانجية لا يؤتمنون على الغرب وحضارته ، وعندما تبلورت حالة الرعب لدى الدوائر الغربية التي كانت تستمد تقاريها ومعلوماتها وتصنع خوفها من أجهزة عربية برعت في صناعة الكذب والزيف ولدت فومبيا العالم العربي والاسلامي فحدث الصدام بين الشرق والغرب... بين الشرق الشعبي والغرب الرسمي..حالة الفهم والوعي بدأت تتبلور أيضا لدى الدول التي عصفت الثورة العربية بديكتاتورياتها ، وفي تونس رأينا استقالة الوزير الأول محمد الغنوشي نزولا عند رغبة الجماهير ، تماما مثلما قدم رئيس الحكومة المصرية استقالته قبل أن يكلف المجلس العسكري واحد من الشخصيات المصرية التي عانت التهميش في ظل نظام مبارك وزهد في السلطة في وقت عزت فيه الاستقالة من المناصب، وخرج رئيس الوزراء المكلف إلى الجماهير التي حملته على الأكتاف لأنه لمست صدق نواياها واخلاص مقاصده ، نعم أين رأيتم رئيس حكومة تحمله الجماهير على الأكتاف بحب وصدق وليس خوفا ونفاقا وتملقا؟؟؟ فهل تناولت جماهير ميدان التحرير حبوب الهلوسة حتى تحمل رئيس حكومتها على الأكتاف؟؟ لقد تحالفت الحكومات الغربية مع أنظمة التسلط ، أنظمة شمولية وديكتاتورية ، أما اليوم فلا صوت يعلو فوق صوت الجماهير التي خرجت اليوم من غالبية المدن والعواصم العربية. لكن لماذا يحدث هذا في العالم العربي لوحده ؟ هل فعلا تناولت الشعوب العربية حبوب الهلوسة؟
لقد خلقت الديكتاتوريات العربية حالة من الغضب بل من الرغبة في الثأر لدى شعوبها ، وكلما حدث الانفصال بين الشعوب والحكام ارتفعت درجة الكره المتبادل ، وهذا ما نلاحظه في نظام العقيد القذافي ، كل الحكام أو غالبيتهم في العالم العربي يتغنون بعظمة شعوبهم ولو من باب المجاملة ، إلا العقيد القذافي الذي يعظّم أناه ويتجاهل الشعب ، الشعب عند القذافي خادم للقائد ، مطيع لملك الملوك، ولا مجال لأن يبجّل السيد عبده، ونتيجة هذه الصورة نرى كيف تحول الصدام بين الشعب الليبي والزعيم السابق إلى حرب ابادة مفتوحة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق