الجزائر:ع.س.بارودي
من تونس إلى مصر وليبيا ، تبدو الساحة العربية وكأنها غرقى الطوفان ليلة العاصفة.في تونس تذكر شباب 14يناير أن شيئا ما غير طبيعي في نهاية ثورتهم على حكم زين العابدين بن علي ، بعدما شدد شباب ثورة 25يناير على ضرورة اجتثاث كل ماله بالعهد المباركي.شباب الثورة في مصر تذكروا في غمرة الفرحة والإبتهاج أن بقايا مبارك هي من تمسك برأس الخيط في دواليب الدولة المصرية فصلوا ودعوا وراء الشيخ القرضاوي فكانت الإستجابة سريعة .
في ليبيا لتشكلت ثورة شباب 17فبراير على نحو غير مسبوق، إنها الثورة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات ، رصاص وطائرات ومروحيات ودبابات وكل ما يمثل الحرب بمناها الحقيقي. الثورة في ليبيا سقط الآلاف قربانا لها ، وإصرار الشعب الليبي على الإطاعة بالطاغية وأبنائه من الجزاريين الذين قتلوا الشباب في بنغازي ومصراتة والزاوية وغيرها من المدن الليبية هوالروح التي تؤدي في النهاية إلى الإنتصار على واحد من أعتى رموز الجملوكية العربية والإستبداد والتخلف.
وفي اليمن يزداد الضغط على نظام عربي آخر من النظمة الإستبدادية التي أمعنت في الظلم والحكم الأحادي ومحاولات التوريث البائسة،وفي البحرين انتفض أهلها ضد التمييز الطائفي الذي يحول المذهب الديني إلى دين آخر قائم بحد ذاته وهو ما ترفضه الشعوب في العالمين العربي والإسلامي.
وفي عمان لم يجد شهداء صحار بواكي فقد انقطعت بهم سبل الإتصال ،اما في الأردن فمازال الحراك يهدد مستقبل عرش واحد من أكبر حلفاء اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط ، ومن هنا وهنالك يرى الخبراء أن عاصفة الثورات العربية ستمتد إلى ما تبقى من الجمهوريات التي طالها الفساد والتخلف بسبب هيمنة طبقة حاكمة على حساب حق شعوبها في الإختيار الشفاف والنزيه وبدت اليوم وكأن كل الخريطة العربية معنية بـ"هم" الثورة وهي التي لن تترك بابا إلا طرقته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق