تظل الترسانة الإعلامية المملوكة للحكومات في العالم العربي أسيرة النظرة السلطوية، فهي أدوات تجريم للمواطن لحظة رفعه صوته على سوط الحاكم. وسائل الإعلام في العالم العربي تعتبر في الحقيقة المرآة العاكسة لكافة أنماط الفشل الذريع في الإعلام والإتصال، وعلى مدار عقود من استقلال العالم العربي وتحرره من الاستعمار الغربي وهيمنة القوى العظمى خلال النصف الأول من القرن الماضي لم نر إعلاما يمكن أن نضع وفقه أسس وقواعد الاتصال.
ومنذ نهاية العشرية الخيرة من القرن الماضي وبعد اجتياح العراق للكويت في أوت من عام 1991 عندما هيمنة السي آن آن على حرب الإعلام ، استيقظ العرب على نموذج لقالب جديد يمكن أن يشكل مرجعية للتواصل ونقل صورة وواقع الساحة السياسية في العالم العربي ، وبعد سنوات قليلة نجحت قناة اسمها الجزيرة في صناعة المعجزة الإعلامية في العالم العربي . الجزيرة كسرت عقدة اسمها العجز العربي في صناعة أدوات الإتصال والذين يتهمونها مرة بالعمالة ومرة أخرى بالتآمر هم في الحقيقة من صنّاع العجز الإعلامي في العالم العربي لذلك رأينا كيف انتفض نظام بن علي على الجزيرة بعد اندلاع الثورة وسار على نفس النمط نظام مبارك وهاهو نظام المختل العقيد القذافي يسير على نفس الوصفة المهلوسة ، سأقول لكم لماذا يسمي هؤلاء الجزيرة بالحقيرة .. حقيرة لأنها كسرت حاجز الصمت والخوف ، فتحت باب الإتصال للجماهير، لا تضييق ، يمكنك أن ترسل حقيقة ما يحدث في بلدتك وفي قريتك بعيدا عن العجز الرسمي في مسايرة واقع الشعوب، حقيرة لأنها كسرت طابو الإحتكار. من يتكلم في تلفزة لسلطان ؟؟ إن العرب محظوظين لأن زمنهم هذا فيه آداة اتصال اسمها الجزيرة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق