
الاستحقاقات الأخيرة التشريعية منها
والمحلية ، تعتبر في ميزان التوافق الوطني الداخلي صفر شعبيا وسياسيا ، لأن زادت
من الفجوة بين التحت الشعبي والفوق القيادي..
ولم يسبق أن استقال المواطن من الشأن
السياسي وأصدر حكمه بالإعدام على مثل هذه المؤسسات التي وُلدت ميّتة مثل هذه المرة ، وهي حالة تنذر بتعقيدات
مستقبلية ، فمن الصعب التحدث اليوم عن اعادة الثقة بين المواطن ومؤسساته ، هذا
كلام مضى على ترديده سنوات وسنوات دون أن تكون هنالك الارادة السياسية الحقيقية
للانتقال بالخطاب إلى موقع التنفيذ.
وسط نفور شعبي واضح، وغياب الثقة في الخطاب
الرسمي ، من الصعب أن يتقبل الناس المزيد من الكلام السياسي ، حيث الفساد ينخر
قطاعات عدة ، والمحسوبية والتوزيع غير العادل للثروة القانون الذي يحكم العلاقات
في البلد.
لا يمكن الحديث عن الاصلاح السياسي في غياب
إرادة حقيقية، تتجاوز الطرق والآليات القديمة في التسيير ، وفي التعاطي مع متطلبات
الناس والتكيف مع المستجدات والأوضاع الطارئة.
كل هذا يرسم لنا صورة غير مريحة ويتحول
البرلمان بضعف أدائه إلى مجرد جزء من مشكلة كبيرة ، رغم ذلك نقول ، قد تكون البلاد
أفضل بدون برلمان مثل هذا.
ع.سلام بارودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق