تمر هذه الأيام وتحديداً في الثامن من أكتوبر الذكرى الـ 30على مقتل عضو فرقة البيتلزسابقاُ, المطرب الشعبي الأمريكي المحبوب, جون لينون. يعتبر البعض ان جون لينون كان, اضافة الى عبقريته الموسيقية, اقوى نشطاء اليسار ومعادي الحرب في اميركا في الوقت الذي اغتيل فيه, في نيويورك عام 1980 على يد مارك شابمان الذي قال انه كان يسمع في رأسه اصواتاً تأمره بقتل المغني العالمي الشهرة. انتقل لينون الى اميركا مع زوجته يوكو اونو ليشارك في فعاليات اليسار الأمريكي ويلتقي جيري روبين واعضاء اخرين من "اليسار الجديد" ويبدي استعداده للمساهمة في حملة جمع اموال واصوات تأييد لحملات مناهضة الحرب من خلال حفلاته التي ستقام في العديد من الولايات. كان هذا في عام 1971 والذي اصدر فيه لينون البومه الشهير" تخيل". صعد هذا الألبوم وبشكل خاصة الأغنية الأولى التي تحمل نفس فوراً الى القمة وجعلته اهم الفنانين الناشطين سياسياً في اميركا بلا منازع. ورغم حماية الدستور له, ولقانونية نشاطاته, اثارت هذه الأخيرة قلقاً شديداً لدى اعضاء في الحزب الجمهوري من ان تؤدي حملته تلك الى تنام حاد في الأصوات المضادة للحرب مما قد يعرض انتخاب نيكسون للخطر.
في أفريل 1972 ارسل السيناتور ستورم ثورموند مذكرة سرية يقترح فيها الغاء اقامة لينون, وقد كشفت هذه المذكرة فيما بعد بطلب يستند الى قانون حرية المعلومات. اضاف ثورموند ضرورة توخي الحذر ان لايتسبب الغاء تأشيرة اقامة لينون برد فعل جماهيري معاكس. تعرض لينون بعد ذلك الى ملاحقة من قبل الشرطة الإمريكية الإتحادية (FBI ) ومضايقات الأمن القومي (INS). في 1975 استقال رئيس المجلس المسؤول عن متابعة لينون في (INS) وابلغ فريق الرولنغ ستونز فيما بعد ان الحكومة الأمريكية كانت اكثر نشاطاً في محاولاتها طرد جون لينون الى خارج البلاد مما هي لإبعاد مجرمي الحرب النازية!
كتبت مجلة تايم: "من بين كل ما ترك لينون, فأن اكثرها تأثيرا وابقاها هو شخصية اعداؤه. ان مقياس عظمته هو انه في اعوام السبعين كان قد ارعب اكثر رجل في العالم سلطةً (....) لم يتمكن اي فنان غيره بمفرده من انزال كل ذلك الخوف في من كان يفترض انه اقوى رجل في العالم. الأفكار, الأمانة, التفاني, الفكاهة والأغاني الحميمة الرائعة, كانت على ما يبدو هي الأقوى "(*) حاول البروفسور جوناثان واينر من كاليفورنيا اجبار الـ (FBI ) على كشف تقاريرها (**) عن جون لينون ولم ينجح في ذلك حتى حكم القاضي روبرت تاكاسوكي في لوس انجلس بكشفها عام 2004, وكان واينر قد طلب الكشف عنها بعد مقتل لينون عام 1980 لأول مرة. كانت التقارير تتكون من 300 صفحة جمعت في عامي 71 و 72, وقد حذفت بعض المقاطع بحجة انها تعرض الأمن الوطني للخطر. علق واينر قائلاً "ان التقارير المفرج عنها تكشف ان محاولات الرئيس نيكسون لأبعاد لينون لإسكات صوته الداعي لإنهاء الحرب عامي 1971 و 1972. كان لينون يخطط لإقامة حفل تضامن, وحين سمع به نيكسون امر بطرد لينون من أميركا."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق