
عبد السلام بارودي
هاهي أحلامنا تسقط في الماء، بعد أقل من سنة على ملحمة أم درمان والتأهل لنهائيات كأس العالم. الغرور وحب السلطة و التمسك بالكرسي والمنصب، من الأسباب التي حولت نصرنا إلى مرارة تجرعنا علقمها في المونديال. وتواصلت الانكسارات مع لاعبين يهتمون بمظهرهم الأنيق أكثر من لياقتهم وآدائهم.
لقد كان واضحا أن البعض أصبح يمارس دور السادن في تعامله مع الوسط الرياضي. وبدا واضحا أن زعيم الفاف مثلا لا يريد أن يتحمل أي جزء من المسؤولية ، مسؤولية الهزائم والسقوط الحر للفريق الوطني، لماذا يستفيد الحاج روراوة من زبدة الانتصارات ويرفض تحمل تبعات الهزيمة والسقوط؟؟ لماذا تتهرب الفاف من المشكلة الحقيقية التي تدور في محيطها ووسطها؟ هل الكرة الجزائرية أصبحت ملكا لشخص واحد فقط ؟ وإذا كان الأمر كذالك، لما لا يقول لنا رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم ما الذي سيفعله بملكيته الجديدة والمستوى المنحط الذي صل إليه الفريق الوطني؟؟
الرياضة لا تحتاج إلى زعماء،و لا إلى قادة، وهي لا تحتاج إلى جنرالات، ولا إلى مشايخ . إنها تحتاج إلى أبطال ، لذلك علينا البحث عنهم في بطولتنا الوطنية التي تحكمها تقاليد غير رياضية محمية من طرف الزعماء والقادة الذين يعرف الوسط الرياضي تلاعبهم باللعبة و "تلعبينهم" كما يقال بالعامية.
والرياضة عندنا مريضة بحب الزعامة والبقاء ولسنا ندري من ورّث مقاليدها لهؤلاء الذين يرفضون تحمل مسؤوليات الانكسار و السقوط.
قبل أسابيع كتبنا نقول ، إن المشكلة ليست في المدرب المحلي أو الأجنبي وهي ليست في سعدان لا سمعان، و لن تكون في الجنرال ولا في أي مدرب قد يتعرض للسقوط . إنها في منظومة فاسدة بحاجة إلى الإصلاح والمزيد من الشفافية . الرياضة مريضة بالرشاوي السائدة في البطولة الوطنية والجهوية والمحلية ، وهي وضعية حرمتنا من متعة الكرة، وتحولت إلى سوق للثراء والتلاعب بمشاعر الشباب. أما الذين يعتقدون أنهم صنّاع كرة القدم في الجزائر ،هؤلاء يدركون أن ما أخذوه أكبر بكثير مما منحوه، وقد حان الوقت لينصرفوا من الواجهة حفاظا على أمن ملاعبنا ومتعة الرياضة في بلادنا.