الرأي قبل شجاعة الشجعان

الأحد، 19 سبتمبر 2010

جرائم فرنسا عند الإنجليز

كشفت وثائق بريطانية من أرشيف القنصلية البريطانية في الجزائر المستعمرة، عن "استعداد نفسي للجنود الفرنسيين" من أجل ارتكاب المجازر البشعة بحق الجزائريين يوم 8 ماي 1945. وفي نسخ من التقرير الذي أعده اريك جون ماكلين كارفيل ، القنصل العام البريطاني في الجزائر آنذاك ووجه للسفير البريطاني بباريس داف كوبر بتاريخ 23 ماي أي بعد أسبوعين من المجزرة البشعة ، هذا التقرير الذي نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية النسخ المصورة والأصلية منه كشف عن النوايا المبيتة للجيش الفرنسي لارتكاب مجازر سطيف وخراطة وقال القنصل البريطاني العام في التقرير الذي أرسله لسفارة بلاده بفرنسا أن الفرنسيين لو لم يكونوا حريصين على ارتكاب تلك المجازر لما سالت كل تلك الدماء مشيرا إلى أن الاستعمار الفرنسي حشد قواته عند المسرح الأروبي في دلالة على تلك النوايا المبيتة أو الحرص الذي ذكره أريك جون ماكلين في تقريره.المذكرة التي خطها القنصل بيده تلخص أسباب الأحداث التي أطلقها جنون جندي فرنسي فقد عقله يقول القنصل الذي أشار إلى عدم قدرة الإدارة الفرنسية على معالجة واحتواء الانتفاضة بطرق أخرى.

و تكشف الوثائق التي تنشر لأول مرة على رفض القيادة البريطانية والأمريكية توجيه مساعدات عسكرية لحليفتهما فرنسا إلى منطقة سطيف وخراطة والشمال القسنطيني للمشاركة في قمع الجزائريين الذين ثاروا على سياسة الكذب الفرنسي والتسويف التي لجأت إليها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على الألمان حيث سبق لفرنسا أن وعدت بالانسحاب في حالة ما إذا تم تحرير التراب الفرنسي من التواجد الألماني و الانتصار على النازية، لكن سقوط النازية أظهر نوعا آخر أكثر قابلية للإجرام وأكثر نازية من الجيش الألماني.

المسابقة للجميع ..والتوظيف لمن استطاع ..

يتوجه اليوم نحو نصف مليون مترشح للمشاركة في مسابقات التوظيف التابعة لقطاع التربية والتعليم عبر كافة ولايات الوطن بعد عملية توحيد المسابقات ، بعدما قررت مديرية الوظيف العمومي فتح 120 ألف منصب مالي منحت خلالها الأولوية لقطاع التربية والأمن نظرا للعجز المسجل سنويا في القطاع الأول وما تفرضه الأولويات للقطاع الثاني.وكانت حصة وزارة بن بوزيد هذا العام نحو 16 ألف منصبا ماليا يشمل كافة أطوار وتخصصات التربية والتعليم.

مشاركة نصف مليون مترشح في مسابقات التوظيف لقطاع التربية ، غالبا ما تثير جدلا واسعا وسط الرأي العام كون غالبية المترشحين من فئة الشباب المتخرج حديثا من المعاهد والجامعات ، بينما قضى بعضهم سنوات في طابور الانتظار . وتشكل الشفافية الاهتمام الرئيس لدى كافة المترشحين والمشاركين في مثل هذه المسابقات التي غالبا ما تعرف تأخرا في الإعلان عن نتائجها نتيجة التجاوزات والإختلالات التي تعرفها العملية.

الإقبال الكبير على المشاركة يؤكد من جهة أخرى الحاجة الماسة لشغل لدى فئة واسعة من المجتمع خصوصا الشباب المتخرج من الجامعات، إذ أن نحو 500 ألف مشارك في هذه المسابقات سيعود غالبيتهم الساحقة إلى خانة البطالة كما كانوا بمجرد ظهور النتائج لأن المناصب زهيدة مقارنة بالعدد الكبير من المترشحين ، وبصرف النظر عن الأرقام الخاصة بمناصب الشغل لدى كل طور أو فئة فان الرهان يخص هذه المرة مصداقية مسابقات التوظيف وشفافيتها فغالبا ما تثار احتجاجات وانتقادات لنتائج تلك المسابقات التي تعكس حالة الضعف وغياب المصداقية والشفافية في تسيير تلك المسابقات التي تعني الكثير لدى المترشحين. وأصبح لزاما على كل مترشح البحث عن طرق تؤدي به إلى المسك بخيط القضية من وساطات ومعارف لتجاوز حاجز "لكتاف". هذه الحالة ليست سرا لدى الجزائريين ،فهي معروفة ومشاعة لدى العام والخاص ولا يكفي إعداد ملف الترشح بل يرفق بتوصية "لمن استطاع إليها سبيلا" تمكنه من الفوز بمنصب المستقبل والعمر في آن واحد.

ونتيجة ممارسات وسلوكات مشينة تحولت المسابقات إلى عامل آخر لإثارة التوتر لدى الشباب المترشح الذي يفقد كل أمل في النجاح مرة أخرى في ظل مقاييس لا وجود لها في شروط المشاركة في المسابقات لدى الوظيف العمومي أو بوزارة التربية والتعليم.وبتزايد التجاوزات والهزة التي ضربت مصداقية مسابقات التوظيف بدأ الحديث عن "فيتو" من الوظيف العمومي لإرساء المزيد من أركان الشفافية على مسابقات الوظيف خاصة في قطاع التربية والتعليم الذي يسجل احتجاجات كبرى عقب كل عملية لإشهار نتائج مسابقات التوظيف . ومعلوم أن الوظيف العمومي تدخل السنة الماضية بولايات وهران سيدي بلعباس وتلمسان من أجل التحقيق في الطرق المتبعة لمراقبة سير مسابقات التوظيف بعد الحديث عن تجاو زات تكون قد حدثت.